ماذا زرعت

أصبح احد أباطرة الشرق شيخا وأراد أن يعين خليفة له وخلافا للعادة لم يعين احد مساعديه أو أبناؤه بل جمع الشباب والصغار في المملكة وقال لهم بصوت رزين :إن أحدكم سيكون إمبراطورا للبلاد في العام القادم وأعطي كل منهم بذرة نبات, طلب منهم زراعتها ورعايتها وسيكون الاجتماع بعد سنة لنرى نبتة من أفضل
كل من بين الشباب الصغار فتى يافع يدعى "لنج"اخذ البذرة وزرعها وبدا يرويها ويهتم بها مع والدته ولكن البذرة لم تنم ولم تظهر من تحت التراب بينما كان عندما يلتقي بباقي الشبان يتحدثون عن نبتاتهم .شعر الفتى بالفشل وأيقن إن بذرته لم تكبر

في نهاية السنة وفي الوقت المحدد حضر الشبان إلى الإمبراطور وكل منهم يحمل نبتته ويفتخر بها أما لنج فقد وقف بجانب إنائه محاولا الاختباء لاحظ الإمبراطور الإناء الفارغ فطلب من صاحبه الاقتراب وقف لنج مرتعشا خائفا من العقوبة التي سينالها أما الإمبراطور فطلب من الجميع الصمت والهدوء وقال بأعلى صوته :حيوا جميعكم إمبراطوركم الجديد, لقد أعطيتكم منذ سنة بذورا مغلية تالفة لا تنبت أبدا وجميعكم أحضرتم أزهارا وأشجارا, هل تعتقدون إن الغش سيجعلكم أباطرة ؟ هذا الشاب فقط هو من زرع بذرته ذاتها

نعم عندما نزرع الكذب والخداع نجني الفشل والخيبة وعندما نزرع الصدق والإخلاص نجني النجاة والحب والتقدير فاحذر وأنت تزرع

ولتذكر دائما إن ما تزرعه اليوم تجنه غدا أنت تحدد ما ستجنيه غدا

وفي كل يوم تحصد حلاوة ما زرعته بالأمس أو مرارته فلنحسن البذار ونزرع في أولادنا حب الله والصدق والتعاليم السامية ولنكن في تصرفاتنا خير مثال لهم لكي نحصد في المستقبل النجاح والخير
"انك لا تجني من الشوك عنبا"