[center][size=21][color:d883=red]سراج لرجلي كلامك نور لسبيلى[/color][/size]
[size=21]كان آدم يسمع الله ويتكلم معه، وبعد السقوط صارت كلمة الله بالنسبة[/size]
[size=21]( للإنسان مرهبة ومخيفة "سمعت صوتك في الجنة فخشيت " (تك ١٠:٣[/size]
[size=21]فكان الله يتكلم والإنسان لا يقدر أن يسمع وإن سمع لا يقدر أن يتجاوب[/size]
[size=21]معه. تحول قلب الإنسان من قلب مملوء حنانًاً إلى قلب حجر بلا[/size]
[size=21]إحساس، وأمام هذا التحول تقدم الله إلى الإنسان ليهبه كلمته منقوشة[/size]
[size=21]بإصبعه على لوحي الحجر، وكأنها على قلبه الحجري . لقد أراد أن[/size]
[size=21]يخترق القلب الحجري ليسجل بإصبعه أي روحه القدوس كلماته لعل[/size]
[size=21]الإنسان يقدر أن يتذوقها ويتجاوب معها . وكأن الكلمات الإلهية المكتوبة[/size]
[size=21]إنما جاءت كعلاج لضعفنا البشري.[/size]
[size=21][color:d883=red]٢. كلمة إنجيل[/color][/size]
[size=21]مشتقة من الكلمة اليونانية "إيفانجيليون" وتعني من الناحية اللغوية المكافأة[/size]
[size=21]التي تقدم لرسول من أجل رسالته السارة ثم صارت تطلق على الأخبار[/size]
[size=21]السارة عينها . أما في العهد الجديد فقد إحتلت الكلمة مركزًا أساسيًا[/size]
[size=21]( ١كو ١:١٥ + بكونها تعبر عن الرسالة المسيحية في مجملها (مر ١:١[/size]
[size=21]لتعبر عن أخبار الخلاص المفرحة وهي أخبار العفو عن العقو بة،[/size]
[size=21]وغفران الخطايا والتبرير والتقديس والتبني وميراث السموات والدخول[/size]
[size=21]في علاقة مع ابن الله الذي جاء ليعلن ذلك للكل . فقد صار الله على[/size]
[size=21]الأرض وصار الإنسان في السماء وإختلط الكل معً ا. إختلطت الملائكة[/size]
[size=21]مع صفوف البشر، وصار البشر في صحبة الملائكة وتحققت المصالحة[/size]
[size=21]بين الله وطبيعتنا وصار إبليس في خزي . وقد نسمع القول إنجيل الله[/size]
[size=21]١تس ٢:٢،٨،٩ ) فهذا يعني البشارة التي تعلن طبيعة الله + (مر ١٤:١[/size]
[size=21]+ المحبة كمحب للبشر . وقد نسمع عن إنجيل يسوع المسيح (مر ١:١[/size]
[size=21]٢كو ٤:٤ ) فهو يحمل ذات الحب.[/size]
[size=21][color:d883=red]٣. أهمية الأناجيل[/color][/size]
[size=21]عاشت الكنيسة أكثر من ٢٠ عامًا بعد حلول الروح القدس بلا إنجيل[/size]
[size=21]مكتوب. ولكنها عاشت الإنجيل ومارسته كحياة فائقة في المسيح يسوع[/size]
[size=21]فلماذا لم تبق الكنيسة عبر العصور تعيش إنجيلها المسلم شفاهًا؟ وهل من ضرورة للإنجيل[/size]
[size=21]المكتوب؟[/size]
[size=21]أ- التقليد الشفوي كان له أهميته الخاصة في الكنيسة . وجاء الإنجيل المكتوب لا[/size]
[size=21]ليحتل مكان التقليد إنما ليكمله ويؤكده . فالإنجيل يحفظ التقليد بلا إنحراف والتقليد[/size]
[size=21]يفرز الأناجيل القانونية ويحفظها بلا تحريف ويكشف عن مفاهيمها.[/size]
[size=21]ب- كان المؤمنين في حاجة إلى وثائق رسولية تتحدث عن حياة السيد المسيح[/size]
[size=21]وتعاليمه ومعجزاته وموته وقيامته، وتعلن تحقيق ما ورد في العهد القديم .[/size]
[size=21]فالأناجيل قدمت حياة المسيح على الأرض، بل قدمت شخص المسيح لنقبله فينا[/size]
[size=21]ونحيا به ومعه نشاركه آلامه وأمجاده لذلك فرحت الكنيسة الأولى بالأناجيل إذ[/size]
[size=21]وجدت فيها ما تسلمته شفاهة.[/size]
[size=21][color:d883=red]٤. الأناجيل الأربعة ووجوه الكاروبيم[/color][/size]
[size=21]ربط القديس ايريناوس في القرن الثاني أنه كما أن هناك أربعة جهات للمسكونة وأربعة[/size]
[size=21]رياح وأربعة وجوه للكاروبيم هكذا يوجد ٤ أناجيل تشير لإنتشار الأربعة أناجيل في العالم[/size]
[size=21]كله والأربعة الحيوانات وما ترمز إليه كالتالي:[/size]
[size=21]١. وجه إنسان يشير للتجسد، المسيح الله الذي صار إنسانًا .. .. .. إنجيل متى.[/size]
[size=21]٢. وجع ثور يشير للصليب، وأن المسيح قدم نفسه ذبيحة .. .. .. إنجيل لوقا.[/size]
[size=21]٣. وجه أسد يشير للقيامة، ولسلطان المسيح الملوكي .. .. .. .. إنجيل مرقس.[/size]
[size=21]٤. وجه نسر يشير للصعود، وللاهوت المسيح .. .. .. .. .. إنجيل يوحنا.[/size]
[size=21]فالأناجيل الأربعة تعرض لحياة المسيح كلها التي يشير إليها كل وجه من وجوه الكاروبيم .[/size]
[size=21]والأناجيل الأربعة متفقة ولكنها كأوتار القيثارة كل وتر له نغم يختلف عن الوتر الآخر[/size]
[size=21]ولكنها معًا تعزف سيمفونية جميلة . فالكتاب المقدس هو آلة الله الواحدة الكاملة والمنسجمة[/size]
[size=21]معًا، تعطى خلال الأصوات المتباينة صوت الخلاص الواحد للراغبين في التعلم . نستطيع[/size]
[size=21]أن نقول أن الوحي الإلهي قدم لنا إنجيلاً واحدًا هو إنجيل ربنا يسوع المسيح بواسطة[/size]
[size=21]الإنجيليين الأربعة. كل يكشف عن جانب من جوانب هذا الإنجيل الواحد. وكأنه بقطعة من[/size]
[size=21]الماس كل منهم ينظر لها من أحد أوجهها فيتضح جمالها[/size]
[size=21]ويظهر هذا من الآتي :[/size]
[size=21]فمتى يكتب لليهود فيقدم لنا المسيح الملك الذي فيه تحققت النبوات وكمل الناموس.[/size]
[size=21]ومرقس يكتب للرومان فيبرز شخص المسيح من الجانب العملي كصانع[/size]
[size=21]معجزات وغالب للشيطان لا يقدم الكثير من كلمات المسيح وعظاته، إنما[/size]
[size=21]يقدم أعماله فهو يحدث رجال حرب عنفاء.[/size]
[size=21]ولوقا يكتب لليونانيين أصحاب الفلسفات والحكمة البشرية فيقدم المسيح[/size]
[size=21]كصديق للبشرية الذي جاء ليخلص لا بالفلسفات الجديدة إنما[/size]
[size=21]بالحب الباذل بذبيحة الصليب.[/size]
[size=21]ويوحنا يكتب للعالم كله ليعلن السيد المسيح الكلمة الإلهي[/size]
[size=21]المتجسد الذي حل بيننا ليرفعنا إلى سمواته.[/size]
[size=21]الإنجيل بحسب القديس متى البشير[/size]
[size=21]مكتوب للمسيحيين من أصل يهودي، قدم شخصية المسيح في جوهر[/size]
[size=21]تعليمي دفاعي، يقدم المسيا المرفوض من قادة اليهود، بكونه مكمل[/size]
[size=21]الناموس ومحقق نبوات العهد القديم فيه يتحقق ملكوت الله السماوي على[/size]
[size=21]الأرض، مصححًا الفكر اليهودي عن المسيا كملك أرضي . هكذا يظهر[/size]
[size=21]هذا السفر كأنه يعكس تقليد الكنائس اليهود مسيحية في فلسطين قبل[/size]
[size=21]سقوط أورشليم، ولأنه ركز على التجسد الإلهي فيرمز له بوجه إنسان.[/size]
[size=21][color:d883=red]الإنجيل بحسب القديس مرقس البشير[/color][/size]
[size=21]يعتبر كثير من الدارسين الأساس الذي أخذ منه متى ولوقا.[/size]
[size=21]قدم للعالم الروماني المعتز بالذراع البشري كأصحاب سلطان يؤمنون[/size]
[size=21]بالقوة والعنف علامة الحي اة والنضوج، لهذا أبرز شخص السيد المسيح[/size]
[size=21]صانع العجائب وغالب الشيطان، الذي غلب بصليبه وحبه لا بالحرب[/size]
[size=21]والعنف وإن كان الرومان قد إنشغلوا بمملكتهم في العالم المعروف في[/size]
[size=21]ذلك الحين، فقد سحبهم الإنجيل إلى مملكة من نوع جديد تحتاج إلى قوة[/size]
[size=21]الروح والعمل الإلهي لا إلى ال ذراع البشري المتعجرف والمجرد. ولقد[/size]
[size=21]رمز له بوجه أسد إعلانًا عن الغلبة والنصرة.[/size]
[size=21][color:d883=red]الإنجيل بحسب القديس لوقا البشير[/color][/size]
[size=21]سجل لليونان أصحاب الفلسفات والأدب اليوناني، لذا جاء هذا السفر في[/size]
[size=21]أسلوب أدبي رائع، يقدم لنا حياة السيد المسيح في تاريخ بطريقة لاهوتية[/size]
[size=21]تعلن عنه كمخلص ال بشرية كلها المتعلم والأمي، الفيلسوف والبسيط، الغني والفقير،[/size]
[size=21]الخاطئ والوثني، إنه لا يخلص بالحكمة البشرية والفلسفات بل بذبيحة الحب، لهذا رمز[/size]
[size=21]إليه بوجه ثور علامة الذبيحة واهية المصالحة مع الآب.[/size]
[size=21]الإنجيل بحسب القديس يوحنا البشير[/size]
[size=21]له طابعه اللاهوتي الخاص به. ويرمز له لذلك بوجه نسر.[/size]
[size=21]إتفاق البشيرين[/size]
[size=21]يقال عن أناجيل متى ومرقس ولوقا أنها أناجيل متوازية أو ذات النظرة المشتركة[/size]
[size=21]نظرًا لكثرة التشابه الموجود بينها ولوحدة النهج الذي إتبعته. Srnoptic[/size]
[size=21]ويمكن وضع الحوادث في هذه الأناجيل في أعمدة متوازية.[/size]
[size=21]لو قسمنا مادة الأناجيل الثلاثة إلى ٨٩ فقرة نلاحظ الآتي :[/size]
[size=21][color:d883=red]٤٢ فقرة مشتركة في الأناجيل الثلاثة[/color][/size]
[size=21]١٢ فقرة مشتركة بين إنجيلي القديسين متى ومرقس.[/size]
[size=21]٥ فقرات مشتركة بين إنجيلي القديسين مرقس ولوقا.[/size]
[size=21]١٤ فقرة مشتركة بين إنجيلي القديسين متى ولوقا.[/size]
[size=21]٥ فقرات ينفرد بها إنجيل القديس متى.[/size]
[size=21]٢ فقرة ينفرد بها إنجيل القديس مرقس.[/size]
[size=21]٩ فقرات ينفرد بها إنجيل القديس لوقا.[/size]
[size=21]بل واضح اتفاقهم في تسلسل الحوادث والقصص وتفسير هذا :[/size]
[size=21]١. أن أعمال وأقوال المسيح تم تعليمها ونقلها شفهيًا قبل أن يبدأ الإنجيليين في كتابة[/size]
[size=21]أناجيلهم. وكان هذا الإنجيل الشفهي مشهورًا ومنتشرًا ومستخدمًا في الكرازة[/size]
[size=21](أع ٣٧:١٠ ) فبطرس الرسول يفترض في عظته هنا معرفة الجميع بالإنجيل الشفهي. وأخذ كل[/size]
[size=21]واحد من الإنجيليين من هذا الإنجيل الشفهي ما يتفق مع هدفه.[/size]
[size=21]٢. متفق الآن بين معظم العلماء أن مرقس هو أول من كتب إنجيله ثم إطلع لوقا ومتى[/size]
[size=21]على ما كتب مرقس واقتبسوا منه . ولكن هناك رأي آخر بأنه ك ان هناك إنجي ً لا مكتوبًا[/size]
[size=21]أخذ الجميع عنه بتصرف ولكن بوحي من الروح القدس الذي جعل هناك إتفاقًا في[/size]
[size=21]بعض الوجوه وإختلافًا في وجوه أخرى لتتبلور صورة معينة هي هدف كتابة[/size]
[size=21]الإنجيل.[/size]
[size=21][color:d883=red]( هذا التفسير مأخوذ عن كتاب مقدمة عامة للإناجيل الأربعة[/color][/size]
[size=21][color:d883=red]القس أنطونيوس فكري )[/color][/size]
[size=21]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ[/size]
[size=21][color:d883=blue]أذكروا ضعفى فى صلواتكم [/color][/size][/center]