المسكين احب سكنى المصيدة !!
قد يبدو لنا الامر مضحكا بعض الشىء ، او محزنا للذين يدركون ؟؟ ..
و لكن فى النهاية ..
الامر واقع و المصير قد تحدد بدخول هذا المسكين الى المصيدة
* فى بداية الامر ..
كنت واقفا بعيدا عندما رأيت المسكين حائرا
و كأنه فى مأزق !!
يتقدم الى الامام خطوة و يتراجع اما مها عدة خطوات..
حقا تحيرت من امره ؟؟
و بدأ موضوعه يأخذ اهتمامى .. واخيرا قررت
ان اترك ما اعمل لاتابع ماذا يخبىء القدر
لذلك المسكين !!
تسللت على اطراف اصابعى حتى لا يشعر بى
و ظللت انظر اليه بتدقيق ..
اقتربت اكثر فرأيت عيناه تبرقان بتركيز شديد وكأنه يتصيد فريسته
ولا يعلم المسكين انه هو الفريسة !!..
فنظرت الناحية الاخرى لأرى تلك المصيدة الجميلة
المزينة .. و ما اخذ اعجابى هى تلك القطعة الملعونة التى بداخلها ؟؟
فقط استطاعت ان تغوى ذلك المسكين ليدخل الى بيتها المزين من الخارج ..
شفقت عليه مما يخبىء له القدر ..
نعم انه حقا صيد ثمين و نادرا مايجده هذا المسكين ..
وكانت الكارثة !!
لقد دخل المسكين المصيدة بقدميه .. وهل يعلم المصير المحتوم .. الله اعلم !!
بدأ ذلك الانسان المسكين .. معذرة اقصد الفأر المسكين
ينظر الى تلك القطعة الملعونة و كأنه
يملك الدنيا بأكملها !!
و لا يعلم المسكين انه السم المدسوس فى العسل ..
نظر المسكين ورائه ، فأطمأن قلبه عندما رأى ان
الباب ما زال مفتوحا !! فى تلك اللحظة
استرجع بذاكرته اولئك الاكثر حنكة و خبرة عندما نصحوه قائلين له
" يا بنى ابتعد عن فخ الصياد المزين "
.. فضحك فى قلبه قائلا : اه لاؤلئك العواجيز الكذابون !!
.. و ادار ظهره مرة اخرى نحو صيده الثمين
فبدأ يخرج لسانه الصغير ليلامس القطعق الملعونة
ويعود لينظر الى الوراء مرة اخرى
لعل قول الحكماء يصدق ..
ثم عاد مرة اخرى ولكن رأيته شجاعا تلك المرة فقد امسك بها
وبدأ يجذبها للاسفل
وما كان يعلم المسكين انها هى التى جذبته بشباكها
ورأيت الفرحة فى عينيه ..
و يا حسرتاه
لم تظل سريعا ..
فالمفاجأة كانت بوقع الصاعقة عليه!!
اراكم تتوقعون ما حدث ..
نعم قد اغلق الباب !!
و هنا تسمرت قدماى على الارض و توقف قلبى للحظات خوفا
على ذلك المسكين من هول الصدمة ..
ويا للعجب وعلى غير المتوقع !!
فرأيته يستكمل عشائه الثمين و كأنه لا يريد شيئا يفسد عليه استمتاعه
بالصيد الثمين على الرغم من علمه بالكارثة الحادثة !!
عذرته لبعض الوقت ..
فقد يكون انشغاله بالصيد يعميه عن حقيقة الامر ..
* فتوقعت منه استفاقة و محاولة للهرب ولو بعد فترة
ولكن مسكين فقد اصبح اسير الصيد الملعون !!
و بعد دقائق معدودة وجدته اكل ما يقرب من نصف القطعة الملعونة ثم..
حدث شىء استشاط غضبى .. ؟؟
اعتقد هذه المره انكم تخطئون التوقع ..
، لانه على غير المنتظر .. نظر المسكين ورائه بعدما احس بالشبع
و تمشى ناحية الباب المغلق ،
كعادتى بدأت استخدم ذكائى فتوقعت احتمال من اثنين ..
* الاول انه ينظر للباب جيدا لعله يحاول ان يجد مخرجا ..
* او انه تذكر قول السالفون فندم كثيرا
وفى كلتا الحالتين فهو لابد ان يكون استفاق من غيبوبته ..
وها هى المفاجئة الكبرى !!
و ليس بغريب على هذا المسكين اقول الغبى ان يقذفنا بالمفاجئات
فرأيته يجلس تحت الباب المغلق وكأنه يمتلك سلام عجيب ..
كذبت نفسى وقلت قد يكون اليأس اعتراه !!
ولكن سرعان ما وجدته يقفز ثانية
ليبحث بعينيه الصغيرتين العديمتا الخبرة عن صيده الفانى !!
فبدأ يأكله ثانية
و كأنه لم يأكله من قبل !!
ثم يعود ليستريح مرة اخرى ..
تكرر هذا المشهد لعدة مرات
و فى كل مرة كنت اراه فى غاية السعادة
فأدركت شيئا هاما
انـــــــــــــه
دخل المصيدة وهو مسلوب الارادة .. ولكنه الان يريد ان يعيش بداخلها بأرادته !!
فى تلك اللحظة ادركت تلك الحقيقة المحزنة ؟؟
( ان المسكين قد احب سكنى المصيدة !! )
..
خارج المصيدة !!