[size=18]
عندما نقول فى صلواتنا ( يستجيب لك الرب فى يوم شدتك ) نشعر حتما انه توجد شدة أو شدائد 0
أى أن حياة المؤمنين والقديسين ، ليست سهلة على الدوام ، أو كلها فرح ويسر وهدوء ! كلا ، على العكس ، فيها تجارب ومتاعب 0000
وكما يقول الكتاب ( كل الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى فى المسيح يسوع ، ويضطهدونى )
( 2تى 3 : 12 ) .والرب قد دعانا أن ندخل من الباب الضيق ، ونسير فى الطريق الكرب ، وقال لنا
( فى العالم سيكون لكم ضيق ) ( يو 16 : 33) ولكن فى وسط هذا الضيق ، توجد كلمة معزية ، وهى يستجيب لك الرب فى يوم شدتك ، ينصرك اسم اله يعقوب 000 قد يقول إنسان :
وهل يليق بى [size=25]–[/size] كانسان روحى [size=25]–[/size] أن اطلب الله فى يوم الشدة والضيق 0 ألا يعنى هذا ، انه لولا الشدة والضيق ما كنت قد طلبت الله ؟!
والمفروض فى العلاقة بينى وبين الله ، أن تكون علاقة حب ، وليست علاقة طلب فى وقت الشدة !
والإجابة إن هذا المستوى عال ، لا نفترض أن الجميع قد وصلوا إليه ، بينما الديانة لجميع مستويات الناس ، وليست فقط للصفوة النادرة الممتازة 0 ومع ذلك ، فان وقع الإنسان الروحى فى شدة ، فمن يطلب ؟ !أليس من الله ؟!
وعلاقة الحب لا تمنع الطلب 0 فالابن يطلب من أبيه الذى يحبه 0
والرب نفسه قال ( اطلبوا تجدوا ) ومن جهة الضيق قال أيضا ( أدعنى فى وقت الضيق ، أنقذك فتمجدنى ) ( مز 50 ( 49 ) : 15 )
وكل القديسين طلبوا الرب فى ضيقاتهم ، فاستجاب لهم الرب0
وليس عيبا على الشخص الروحى أن يطلب 0 بل أن السيد المسيح عاتب تلاميذه القديسين على عدم طلبهم ، فقال لهم ( إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمى 0 اطلبوا تأخذوا لكى يكون فرحكم كاملا )
(يو 16 : 24 ) الله يستجيب لنا فى وقت الشدة 0 ولكن ما موقف الله من حلول الشدائد على أولاده ؟
إن الله لا يمنع الشدة عن أولاده ، ولا يمنع التجربة والضيقة 0ولكنه يعطى انتصارا على الشدائد ، ويعطى احتمالا وحلا 000
الله لا يحابى أولاده ، بان يبعد عنهم التجارب والضيقات 0بل هو يسمح بها ، ويعطى معها عزاء وصبرا ومعونة وفى عمق الشدة ، يربت ملاك على كتف المؤمن ، ويقول : لا تخف يا حبيبى 0 هذه الشدة سوف لا تنتصر عليك ،وإنما ( يستجيب لك الرب فى يوم شدتك )000
الله سيسمع صلاتك ، ينصت إلى خفقات قلبك 0 انه يعرف متاعبك اكثر منك ، وسيستجيب لك 0
ولا ننسى أيضا أن التجارب والضيقات لها فوائدها 000
تصورا يا أخوتى الأحباء أن القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح ، ليس له فى بستان الرهبان كله سوى عبارة واحدة فقط ، وهذه العبارة هى : قال القديس الأنبا بولا السائح :
( من هرب من الضيقة ، فقد هرب من الله )
لانه يهرب من الفضائل ، التى يريد الله أن يمنحه إياها عن طريق الضيقة 0
لذلك لا تطلب من الرب أن يرفع عنك الضيقة ، إنما أن يعطيك بركتها 0
اطلب منه أن يجعل الضيقة تنتهى بخير ، ويعطيك فيها صبرا وقوة ، ويعطيك الفائدة التى تعينها حكمته من وراء الضيقة 0 وفى الواقع أنت لا تعلم ما هو المفيد لك : أن ترتفع الضيقة أم تبقى 000وهذا يجعلنا نسأل : ما هو المقصود من كلمة ( يستجيب لك الرب ) ؟
[table:ecad width="100%" cellpadding="0" cellspacing="0"][tr][td:ecad style="border: medium none rgb(236, 233, 216); background-color: transparent;"]
معنى كلمة يستجيب لك الرب
[/td][/tr][/table] [/size]